«عيون موسى».. ملحمة سطرها الجيش المصري لإسكات مدافع العدو بالسويس

ملحمة عيون موسى
ملحمة عيون موسى

سطرت القوات المسلحة المصرية خلال أيام حرب أكتوبر المجيدة العديد من البطولات بأحرف من نور في السجلات العسكرية، ولع أبرز تلك المعارك وأكثرها فخرا هي ملحمة عيون موسى في اليوم الثاني لاندلاع الحرب الموافق 7 أكتوبر، حين صدر الأمر للفرقة 19 مشاة بالجيش الثالث الميداني بالسيطرة على نقطة حصينة للعدو كان يستخدمها لتدك مدافعه مدينة السويس، وتمكنت الفرقة 19 مشاة من إسكات تلك المدافع إلى الأبد.

كانت عيون موسى نقطة حصينة للعدو فى خط بارليف بل أحد أهم وأقوى مواقع العدو والتى بسببها تعرضت مدينة السويس للتدمير وسميت بهذا الاسم نظرا لقرب الموقع من آبار عيون موسى وتم إنشاؤها تحت قيادة حاييم بارليف رئيس الأركان الإسرائيلى والذى تولى منصب وزير الصناعة قبل الحرب وصاحب فكرة إقامة خط بارليف.

اقرأ أيضا

 «يوم بكت فيه تل أبيب».. أسرار اصطياد أشهر أسير إسرائيلي في حرب أكتوبر

تهجير سكان السويس

وبسبب هذه النقطة تم تهجير سكان مدينة السويس نتيجة لحجم الدمار الذى لحق بها عقب نكسة يونيو واستحالة العيش بها حيث كانت مدافعها الثقيلة تدك السويس بقذائفها التي تطلق خلال 30 ثانية.

 

تحصينات نقطة عيون موسى

‏ويتكون موقع عيون موسى من 6 دشم وكل دشمة محمية بقضبان حديد والصخر المحمى بشباك من الفولاذو الذى يتحمل قوة دانة وزنها 10 ألاف رطل ويضم فصيلة مشاه ميكانيكى و5 دبابات وبطارية صواريخ وقسم قيادى وآخر إدارى، كما كان يحاط الموقع بـ 3 طبقات من الألغام وكان هناك مدفع رشاش مضاد للطائرات لصد أى هجوم برى أو جوى على الموقع.

كما يضم الموقع 6 مدافع وكل مدفع موجود فى دشمة ذات عيار 155 ملم فرنسى الصنع ووزنه 24 طنا ومداه بين 23 و 27 كم وقوته التدميرية تصل لـ 200 متر مربع فى الثانية وكان يطلق عليه «أبوجاموس» نظرا لصوت الزمأرة الناتجة عن إطلاقه وكانت أبواب الدشم تغلق فور إطلاق القذيفة بحيث لا يمكن رصدها ولا رصد موقع النقطة عقب الإطلاق من خلال الاستطلاع.

ولم نتمكن من إسكاتها في ذلك الوقت برغم توجيه قصف نيران ضدها بكل أنواع دانات المدفعية وقتئذ لصلابة التحصينات التي أنشأتها القوات الإسرائيلية.

اقرأ أيضا

 اللواء سمير فرج: حرب أكتوبر أعظم انتصار مصري في القرن الـ21| حوار

 

نجاح مهمة الفرقة 19

أما كيفية الاستيلاء على النقطة الحصينة فى عيون موسى فقد صدر يوم 7 أكتوبر أمر قتال للفرقة 19 مشاة بقيادة العميد يوسف عفيفى بالاستيلاء على الموقع وبالفعل تم الاستيلاء عليه بعد استسلام قواتها عقب معركة عنيفة استمرت حتى اليوم التالي  8 أكتوبر على عمق 8 إلى 11 كيلومترا شرق القناة.

تدمير النقطة الحصينة

وفى 10 أكتوبر صدر أمر بتدميره لعدم استفادة العدو منه مرة أخرى وتم نسف 5 دشم بالديناميت من الداخل وترك واحدة للزيارة فقط حيث كانت مدافع الموقع موجهة نحو السويس وبورفؤاد وخليج السويس ومثبتة بقواعد من الخرسانة لا يمكن تحريكها فلذا صدر الأمر بتدميرها.

زيارة الرئيس السادات والملك فيصل

وعقب انتهاء حرب أكتوبر زار الرئيس الراحل أنور السادات والملك فيصل ملك السعودية النقطة الحصينة.

مزار سياحي شاهدا على البطولات

وقام اللواء كمال عامر عام ١٩٩٢ بإعادة تنظيف الموقع الذي غطاه التراب منذ حرب ٧٣ إلى وقتها وقام بترميم الموقع مع ترك عدد من المدافع كما هي لتكون شاهدا على إسقاطه من جانب الأبطال المصريين أثناء الحرب وأصبحم وقع عيون موسى مزارا سياحيا يشهد على شدة التحصينات للعدو الإسرائيلى وقوة وعزيمة المصريين في تحطيمه.